بالأمس القريب طلَّ علينا ساركوزي الفرنسي متهمًا النقاب بأنه رمز للاستعباد، واليوم تتعرض "مروة الشربيني"- تقبلها الله تعالى في الشهداء- للقتل بيد المتطرف الألماني بسبب حجابها!!!
هذا ما حدث لدى الغرب.. الغرب الذي طالما تشدَّقنا بمدى تحضرهم وحريتهم، ولطالما حلمنا وتمنينا أن نتمتع بمثل حريتهم، الحرية في أن تعتنق ما تشاء وتدين بما تشاء وترتدي ما تشاء وتختار طريقة حياتك التي تلاءمك دون أن يلومك أحد.
ما الذي يزعجهم؟!
* والسؤال هو: ما الذي يزعج الغرب في ارتداء المسلمات لحجابهن؟ ما الذي
يؤذيهم؟
والمعروف لدينا نحن- المسلمين- أن الحجاب ليس مجرَّد رداء، بل هو شعيرة إسلامية وعبادة ومظهر إسلامي ورمز للعفة والطهارة.
فأين هي الحرية التي يفخر الغرب بأنهم حماة لها؟ هل معنى الحرية عند الغرب هو حرية الكفر فقط؟ هل هي حرية العرى فقط؟.
وجه قبيح
وهكذا يُسفر الغرب عن وجهه القبيح، وتبدأ وسائل الإعلام تعرض علينا الوجه الآخر للغرب، وتبدأ في استعراضِ ما كان يخفى علينا من تعرُّض المسلمين للاضطهاد والتعصب الأحمق الأعمى.
فها هو الاتحاد الأوروبي يمنع ممارسة المسلمين لبعض الرياضات في الأندية الأوروبية بحجة أنها تعزز لديهم العنف!! وها هو المصحف يُمزَّق، وها هم المسلمون يُقتلون بدمٍ باردٍ بيد من؟ بيد الشرطة الأوروبية!!.
واسمع معي: مهاجرة نيجيرية تضرب حتي الموت ويضحك قاتليها وهم يرتكبون جريمتهم.. وشاب مغربي يقتل لأنه رفض أن يعمل مرشدًا للشرطة ضد المسلمين دون أن يسأل عن عقاب قاتليهم أحد.
هذا ما ورد في صحيفة (الوفد) مؤخرًا بعد حادث مروة الشربيني رحمها الله... كل هذا وأكثر منه يحدث في بلجيكا وألمانيا والدنمارك وغيرها من دول الغرب جهارًا نهارًا دون أن تهتز لمسئول مسلم شعرة، وفي النهاية يتهم المسلمون بالتعصب والإرهاب.
الإجراميون
ويحق لنا اليوم أن نطلق على هؤلاء اسم "الإجراميون" كما سمحوا لأنفسهم أن يسمونا بالإرهابيين!!
وهؤلاء "الإجراميون" مهمتهم إهانة المسلمين وإذلالهم والقضاء على هويتهم الإسلامية، فإما أن يذوبوا في المجتمعات الغربية فينماعوا ويصبحوا مثلهم تمامًا وإما أن يطردوا أو يقضى عليهم.
وقد أحزنني ما ذكرته لي صديقة يعيش قريبها في فرنسا أنه يفخر أنه ترك خانة الديانة في جواز سفر ابنه خالية ليختار هو بنفسه ديانته حين يكبر!!
هل هذا ما يرضيهم؟
رحلة عبر الزمان:
ولتعد في رحلة عبر الزمان إلى صدر الإسلام ألا يذكرك حادث شهيدة الحجاب مروة الشربيني بشابة مسلمة راودها صائغ يهودي حين ذهبت تبتاع منه على نزع حجابها فأبت فربط طرف ثوبها لتظهر عورتها حين قامت من مكانها.
والله أيها المسلم في كل مكان إن على عاتقك لمسئولية ما يحدث لإخوانك المسلمين في الغرب.
ووالله أيها المسلم في كل مكان لدم الضحايا من المسلمين في الغرب في عنقك إلى يوم الدين.
فما مسئولياتك؟
1- تمسك بدينك، بصلاتك، بصيامك، بقيامك الليل، بتضرعك لربك، بذكرك، بصلتك الحقيقية بربك، بالله عليك كن مسلمًا بحق.
2- استمسكي بحجابك، احرص على حجاب ابنتك أو زوجتك، حجابًا يرضي الله هذا ما بذلت فيه الشهيدة مروة حياتها فلا تتخلى أنت عنه.
3- عُدْ إلى أصولك بشهامتك، بأمانتك، بخلقك الإسلامي الأصيل.
4- اعلم أن تفوقك وإبداعك واجتهادك في الحياة يضع أمتك على رأس الأمم وهذا نصر لدينك.
5- عرف غيرك بقضايا المسلمين وحثهم على التمسك بدينهم وحذرهم أن يكونوا ببعدهم عن دينهم سببًا في انتكاس المسلمين وشماتة الإجراميون بهم.
لا تنس الدعاء لشهيدة الحجاب بكل خير؛ فقد فتحت باستشهادها الطريق لعودة الكثير إلى دينهم، وأزالت الغشاوة عن أعين الكثير.
تعليق